د.نوفل أبورغيف يقدّم ورقةً بحثية عن ثقافة الدولة في افتتاح مؤتمر المثقفين العراقيين الأول
قدّم رئيس هيأة الإعلام والاتصالات، الشاعر والباحث الاكاديمي د.نوفل أبورغيف، ورقةً بحثيةً تخصصيةً بعنوان (الثقافة الرسمية في العراق ما بعد الديكتاتورية) ضمن أعمال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر المثقفين العراقيين الأول الذي تنظّمه مؤسسة بابل العالمية للثقافات والفنون تحت شعار «من بغداد إلى بغداد».
تناولت الورقة البحثية أبرز الإشكاليات والتحوّلات الجوهرية التي انطوى عليها المشهد الثقافي العراقي بعد عام 2003، وملامح انتقاله من هيمنة السلطة الأيديولوجية مركزيا إلى فضاء التنوّع والتعبير الحر والإبداع المفتوح، مع قراءة نقدية موازية للبحث قدمها الدكتور أبورغيف اشَّرت بايجاز ، واقع المؤسسات الثقافية الرسمية والياتها في العمل وسياقاتها في ترصين الخطاب العام ومساندة الإبداع وصون الهوية الوطنية.
وأشار الدكتور أبورغيف في مطلع مداخلته أنه يميل إلى توصيف (الثقافة الرسمية في العراق ما بعد التحول الديمقراطي) بحكم طبيعة الاختلاف في القناعات والوجهات المتشابكة وضعف مساحة التخطيط الثقافي وتراجع مفهوم توظيف الرعاية المركزية الموجهة قسراً، مؤكداً ضرورة تمتين العلاقة بين الدولة والمثقف على أساس من الحرية الواعية والمسؤولية المتقابلة، وبما يضاعف الأدوار ويفيد من الطاقات الفكرية والإبداعية في عملية التنمية وبناء الوعي الجمعي.
وشدّد أبورغيف في ورقته على أن النهوض بالثقافة الوطنية يستلزم مشروعاً استراتيجياً متكاملاً يرسخ الاعتبار والقيمة المجتمعية للمثقف العراقي بوصفه شريكاً فاعلاً في صياغة الوعي وتوجيه الرأي العام، مؤكداً أن التجربة العراقية الراهنة تتطلب توازناً بين حرية التعبير والتصالح المفاهيمي والانضباط القيمي الذي يصون الذائقة العامة ويعزّز المكانة الثقافية للدولة اقليمياً ودولياً.
بدوره أشار رئيس مؤسسة بابل للثقافات والفنون د. علي الشلاه في كلمته الترحيبية إلى أن (عودة الأوطان تبدأ بعودة مثقفيها لا بعودة ساستها) مبيّناً أن هذا المؤتمر يمثّل خطوة مهمة في استعادة الدور الريادي للثقافة العراقية وتعزيز حضور بغداد في المشهدين العربي والدولي.
كما شهدت الجلسة الافتتاحية التي قدّمها الشاعر مضر الآلوسي مداخلاتٍ وكلمات ترحيبية لوزير الثقافة د. أحمد البدراني الذي أشاد بدور المثقفين العراقيين في بناء الوعي الوطني وتعزيز الخطاب الصحيح.
وتضمّنت الجلسة ثلاث فعاليات رئيسة قدّمها كل من (د.عبد الحسين شعبان ود.نوفل أبورغيف والنحّات العالمي أحمد البحراني)، تناولت المنجز الإبداعي والنظرة الموضوعية إلى علاقة الدولة بالثقافة ودور النخب في بناء الوعي المجتمعي.
ويأتي انعقاد هذا المؤتمر ضمن جهود الدولة العراقية لترسيخ دور بغداد الثقافي واستعادة ريادتها الفكرية، عبر مناخ يجمع رموز الثقافة والفكر والإبداع، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والفنانين والمثقفين من داخل العراق ومن خارجه مع نخب مهمة من مختلف المحافظات، بحضور رسمي وثقافي وإعلامي واسع.
وشهد منهاج المؤتمر فقرة عزف منفرد قدّمها الفنان العراقي المغترب يوسف عباس، إلى جانب مشاركة نوعية للمبدع الموسيقار مصطفى زاير جسدت التواصل بين الثقافات عبر لغة الفنون الإنسانيّة الراقية.
واختتمت التغطية بقراءة شعرية للشاعر الكبير علي جعفر العلاق، الذي عبّر عن فخره بمشاركة طلبته المميزين، في إشارة إلى الدكتور نوفل أبورغيف، قائلاً إنه يشعر بالفخر وهو يراه يتحدث كتفاً بكتف مع أستاذه عن الدولة العراقية والثقافة بهذا المستوى الرفيع، مشيداً بكلمته ومداخلته، مثنياً على جهود د. علي الشلاه في تنظيم المؤتمر والارتقاء به إلى هذا المستوى.
…………………………………
مكتب الإعلام والاتصال الحكومي في الهيأة
10 تشرين الأول 2025
ليست هناك تعليقات